مهرجان القاهرة السينمائي في شنغهاي للعام السابع

ADVERTISEMENT

من 18 إلى 21 حزيران / يونيو 2025، احتل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (CIFF) مرة أخرى مركز الصدارة في أسبوع أفلام الحزام والطريق في شنغهاي، وهو أحد المكونات الأساسية للدورة السابعة والعشرين لمهرجان شنغهاي السينمائي الدولي (SIFF). ويشهد هذا العام المشاركة السابعة على التوالي لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في هذا الحدث، ما يؤكد دوره الحيوي في الترويج للسينما العربية على الساحة العالمية وتعزيز الدبلوماسية الثقافية مع الشركاء الآسيويين.

شراكة استراتيجية - القاهرة وتحالف مهرجانات الحزام والطريق السينمائية:

منذ تأسيسه في عام 2018، نما تحالف مهرجانات الحزام والطريق السينمائية ليصبح شبكة تضم أكثر من 55 مؤسسة من 48 دولة. وبصفته أحد المشاركين المؤسسين، لعب مهرجان القاهرة السينمائي الدولي دورًا أساسيًا في تشكيل رؤية التحالف للتعاون بين الثقافات من خلال السينما. إن انضمام مصر - ملتقى الحضارات التاريخي - يضيف عنصراً رمزياً واستراتيجياً عميقاً إلى المبادرة.

ADVERTISEMENT
الصورة بواسطة Freeman Zhou على unsplash

شنغهاي

سمحت مشاركة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي المستمرة له بتكوين شراكات دائمة مع المهرجانات الآسيوية والعالمية، وإبرام اتفاقيات ثنائية في مجال السينما، وتعزيز تعرض السينما العربية لجمهور جديد واسع. في قمة هذا العام، درست المناقشات توسيع نطاق المهرجانات، وتسهيل الإنتاج المشترك، وإطلاق برامج تدريب عابرة للحدود للشباب من صانعي الأفلام.

تمثيل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وأهدافه الثقافية:

مثّل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذا العام محمد طارق، مديره الفني وأحد أبرز النقاد السينمائيين في الشرق الأوسط. انضم طارق إلى زملائه المندوبين في شنغهاي للمشاركة في اجتماعات مائدة مستديرة ركزت على التعاون الدولي والتمويل المشترك وتوزيع الأفلام. وقد أكد على الدور المتطور لمهرجان القاهرة ليس فقط كعارض للأفلام العربية، ولكن كعامل محفز لتنمية الصناعة الإقليمية. وقال طارق خلال الحدث: ”نحن نعمل بنشاط لتأمين مسارات للمخرجين المصريين والعرب لعرض أعمالهم في آسيا، وخاصة في الصين، حيث يتزايد الاهتمام بالتنوع القصصي“.

ADVERTISEMENT
مجاني للاستخدام على pixabay

الفن السابع

تتماشى مهمة مهرجان القاهرة مع هذا الزخم: توسيع البصمة العالمية للسينما العربية مع جذب المحتوى الدولي إلى الشاشات المصرية. كجزء من نتائج الأسبوع، تم التوصل إلى اتفاقيات لتنظيم أسابيع سينمائية عربية صينية، وتشجيع منح الإنتاج السينمائي المشترك، وتطوير التعاون في مجال الترجمة والتركيب.

أبرز أحداث أسبوع الحزام والطريق 2025:

شهد أسبوع الحزام والطريق هذا العام مشاركة أكثر من 40 مخرجًا ومنتجًا ومديرًا لمهرجانات. عُرضت أفلام من جميع أنحاء آسيا والشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا اللاتينية تحت موضوع موحد هو الترابط الثقافي.

احتل مهرجان القاهرة مكانة بارزة في الأقسام المنسقة وشارك في حلقتين نقاشيتين رئيسيتين:

• ”السرد القصصي عبر القارات“ – استكشاف كيفية تكييف الروايات الإقليمية وتلقيها عبر ثقافات مختلفة تمامًا.

ADVERTISEMENT

• ”الإنتاج المشترك لطريق الحرير الجديد“ – حلقة نقاشية ركزت على التمويل ومشاركة المواقع ولوجستيات التوزيع بين آسيا وأفريقيا.

تضمنت مساهمات مصر عروضًا أولية لأفلام عربية مستقلة قادمة، بما في ذلك مشاريع من مبادرة أيام صناعة السينما في القاهرة التابعة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي. سلطت هذه العروض الضوء على النظام البيئي المتنامي لمصر في مجال الإنتاج الدولي، ومواقعها التاريخية، وقاعدة المواهب متعددة اللغات، ومرافق ما بعد الإنتاج.

التأثيرات الحقيقية والفرص المستقبلية:

أدت مشاركة مهرجان القاهرة إلى نتائج ملموسة. أحد التطورات الملحوظة هو الاهتمام المتزايد بتوزيع الأفلام التاريخية والرسوم المتحركة الصينية في العالم العربي من خلال المنصات المصرية. في الوقت نفسه، يجد صانعو الأفلام المصريون فرصًا جديدة لترجمة أعمالهم وتوزيعها في أسواق لغة الماندرين واللغة الكانتونية الصينية.

ADVERTISEMENT

في عام 2024، استضاف مهرجان القاهرة وفدًا كبيرًا من مهرجان شنغهاي السينمائي الدولي، وبلغت هذه الزيارة ذروتها بتوقيع اتفاقية تعاون أرست الأساس لمناقشات موسعة هذا العام. كما تعزز مشاركته مكانة مصر كموقع مفضل للإنتاج المشترك، خاصة مع التحديثات الأخيرة على تصاريح الأفلام والحوافز المالية وتطوير البنية التحتية في إطار رؤية مصر 2030.

بالإضافة إلى ذلك، أشارت المناقشات في مهرجان شنغهاي السينمائي الدولي إلى إدراج المزيد من المخرجات والكاتبات السينمائيات العربيات في برامج الإرشاد ولجان التحكيم، اعترافًا بقوة المرأة في تشكيل الروايات السينمائية الإقليمية.

الصورة بواسطة Peaceray على wikimedia

مهرجان شنغهاي السينمائي الدولي

الطريق إلى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2025:

مع بدء الاستعدادات للدورة السادسة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، المقرر عقدها في الفترة من 12 إلى 21 تشرين الثاني / نوفمبر 2025، بدأ منظمو المهرجان بالفعل بالاستفادة من الزخم الذي اكتسبوه من شنغهاي. ستكون العروض التعاونية للأفلام الآسيوية في القاهرة جزءًا من البرنامج الرسمي، وسيعرض قسم خاص بعنوان ”التركيز على الصين“ مجموعة مختارة من قائمة مهرجان شنغهاي السينمائي الدولي.

ADVERTISEMENT

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تستقبل أيام القاهرة الصناعية وفدًا من المنتجين الصينيين ومستكشفي المواقع والممولين الراغبين في الاستثمار في القصص العربية. ومن المتوقع أن تعمق هذه المبادرات التعاون بين بلدان الجنوب وتعيد صياغة التبادل الثقافي العربي الآسيوي بما يتجاوز السياحة والتجارة، وتضع السينما في مركز الحوار.

الخاتمة - ربط الحضارات من خلال السينما:

تؤكد الشراكة المستمرة بين مهرجان القاهرة الدولي للسينما ومهرجان شنغهاي الدولي للسينما على مدى سبع سنوات على الدور القوي الذي يمكن أن تلعبه السينما كجسر بين المناطق والثقافات والمجتمعات. إن ريادة مهرجان القاهرة الدولي للسينما ضمن تحالف مهرجانات السينما في مبادرة الحزام والطريق لا ترفع من شأن السينما العربية فحسب، بل تعيد وضع القاهرة كمحور عالمي للدبلوماسية السينمائية.

ADVERTISEMENT

من خلال اغتنام الفرص المتاحة للسرد القصصي عبر الثقافات وتبادل المهارات والاستثمار المشترك، يواصل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تشكيل مستقبل يتم فيه مشاهدة القصص العربية وسماعها والاحتفاء بها في جميع أنحاء العالم. إن قصة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في شنغهاي هي في النهاية قصة عمّا يمكن تحقيقه عندما تفعل المهرجانات أكثر من مجرد الاحتفاء بالأفلام، فهي تبني أسس عالم أكثر ترابطًا.

أكثر المقالات

toTop